Sunday, August 30, 2015

خواطر انسانية - سمير لطفى على - الجزء الثالث عشر

الوقت 

ترانى هل سرقنى الوقت
ترانى هل خدعنى وقد مت
بين أيام عناء وبين سنوات كد
بين أحلام لقاء وبين لحظات سعد
بين أطراف جد وبين غفوات لعب
بين جفون سهد وبين جنون حب

ولكن منذ أنت أتيت
منذ أن مررت وبحبك جئت
ما عدت أعتقد رمازالت  
ما عاد لسنوات العمر عد
و ها أنا من ثباتى قد حييت 
و قد أصبحت وقد أمسيت
لعمرى أحببت ولربى شكرت
وما عاد الوقت يزداد أو ينفض





المرء أعلم بشئون دنياه 

صرنا نعتاد الحمقى كما نعتاد الدهاه
فهم فى أحلامهم غرقى مع عتاة الدعاه
يسفسف الأحكام جهلاً فلا نافذ سوى فتواه
يسلم البلهاء وهماً فمن فى الدين اصطفاه
يسوغ الجفاء علماً وفى الملمات لا تراه
يفسر الأشياء عوضاً عن العلم ولا الدين كفاه 
أيها الجهلاء عفواً المرء أعلم بشئون دنياه 



ماذا تريد

أتريد أن أسامح
وأنت فى مكانك تراوح
أتريد أن أصافح
وأنت فى عنادك جامح 
أتريد أن أصالح
وأنت فى خصامك جارح
أتريد أن أبارح 
وأنت فى مكرك ناجح

أتريد أن أفصح وأقول 
وأن ترى ذنبك يزول
فإلى ربك تلجأ ذلول
بلا أزيال ولا طبول
فأنت نافق قى أفول
واستغفره سبحانه وتتوب 
قبل يوم قيامة مهول 
وبصالح الأعمال تنول
محبة الناس والقبول 
وإلى زمرة المحسنين تؤول


هل من مشارك

ما كنت فى الأساس بشاعر
ولا لعبت بالإحساس والمشاعر
وما نثرت  البخور ودورت المباخر 
وما زيفت الأمور وأقدت المشاعل
وما أكلت الحقوق على كل الموائد
وما كنت الولد الصبور الوديع  المسالم
تدبرت كل الامور وصرت وحيداً أراقب
فصرت نهب الحواس شريداً وحائر    
وسئلت كيف الناس كالقطيع سائر
ورفضت صمت القبور فى كل المسائل
وشطبت الأوهام والأوثان ومزقت الستائر 
فصرت الرجل العنيد المكابر المسائل  
وطرت للأحلام والآمال كالطير المسافر 
وشرعت الأقلام والألحان وقفزت الحواجز
وطرحت الأفكار والآراء وفتحت  النوافذ  
وهىلت اليوم والتاريخ والأصنام والموالد
وقدمت لمساتى للناس فهل من مشارك





هل تعرفون 

بغبائكم تظهرون ما تبطنون
فقرائكم يجوعون ويتأوهون
بثرائكم تمنعون الماعون
أعمالكم للمال تتعبدون
نسائكم أنصاف لا تذكرون
و أراكم بالكذب تتقولون
أرحامكم تنسون ما  ترحمون
متاعكم الفحشاء والمجون 
سلامكم للأصحاب تنتقون
فبلائكم  السخط أو الجنون
قبأى حق تأتون وترتجون

الخرافة

الخرافة أمست وصارت دين و ثقافة 
ما عاد بينها وبين اليقين قط مسافة 
عاشت فى كتب المشعوذين وفى طرف لفافة
باتت حرز للمغيبين فعادت إيمان وآفة
جائت من اليسار ومن اليمين وفى سلافة 
راحت أسباب العقل فى الدين وصار المنطق ترافة
يا رب اهدى العالمين من أوثان الأولين وفكر  الخرافة





فى جحر تدور

لا تنظر فما لك من بصر
لا تسمع فما لك من سمع
لا تفهم فما لك تنتظر
لا تندب فما لك من قدر
لا تعرف فما لك من حذر

إن نظرت تمليت وتعلمت    
وإن سمعت فهمت واستعنت
وإن فهمت أفدت واستفدت 
وإن أفدت أحسنت وسعدت
وإن تمنيت نفذت وحققت
فإن عرفت تبت وما رجعت   

هل تعى الآن ما أقول
حكم الزمان وكل العصور
لمثبت الأذهان والعقول
أم خسرت الرهان  فى أفول
العقل والوجدان فى ضمور 
وتركت البرهان وفى جحر تدور 

ما لهذا  ولدت أو خلقت
يا هذا فضلت وفصلت
فسل لماذا لأنك قد كلفت
فقل لماذا تهاونت وتمنعت
و بماذا تحججت إن سئلت


اضرب معولا فى تمثال

أذبح رجلاً بلا جدال
فانت الى الجنة ذاهب
لا محال

هل هذا أصل الدين
أم تجارة واحتيال
أم صرت مغيباً
من مشعوذ دجال

ألف خسارة على الرجال
صاروا كالنعاج أو كالبغال
يساقون طوعاً
للنحر والاغتيال

ما خطر على فكر نبى
أو على أى بال
أن تعدم أمة
نصف الأمة
وتعصف بأجيال
من شرذمة رمة
ترقص على كل الحبال



مبدل الأحوال

تتداعى الأفكار و يشملنى حزن عميق 
وتتلاطم الأًمواج ويغمرنى بحر غريق   
وتتراجع الأحلام فتنقلنى لوادٍ سحيق 
تنادى الأصوات فتنهرنى عساى أفيق
وضاعت الأشعار فتتركنى فى عرض الطريق  
وتاهت الآمال فتصطدم بروح تضيق 

يا بارى الأكوان انصرنى وبعطفك تحيط
بدل الاحوال وعرفنى  وعن سرى تميط 
يا واهب الإنسان احفظلى حبى  الوليد
قد رأيت الجمال فاسعدنى إذا كنت تريد
قذ حملت الأثقال فتنهكنى  وأنت الوحيد 
تطالع الأعمال وترشدنى الرأى السديد 


الجاذبية

إذ أقترب ألتصق
وإن أفترق أحترق
حاولت بشتى الطرق
وبذلت الجهد والعرق
ولكن
إذ أقترب ألتصق

أزلتِ كل الحجب
فرأيتُ حب عحب
أأنتِ كل السبب
كل شعرى والأدب
ولكن
إذ أكتتب أضطرب

بعدك ما عرفت أحد
فى حبك من جد وجد
صرتِ الآن والغد والأبد
القلب والروح والوجدان والجسد
ولكن 
إذ أعترف أرتبك

أضئتِ مشاعل الأمل
ضيعتِ مشاعر الملل 
هونتِ المشاكل والعلل
فتحتى مناحل العسل 
ولكن
إذ أغترف أرتجف


عجيب

حر طليق و عاجز الحركة
أمامى الطريق عارف السكة
الطريق يضيق بسالب النظرة 
فنائى محيط و فضائى الغرفة
سجن غريب من داخل  القصة 
فقدت البريق من سابق الأزمة
فى قلبى حريق وضائع الكلمة
شعور الغريق  و عاجز الهمة
فى بحر عميق عالي الموجة
خالى الصديق عاشق الوحدة
فى حبل الوريد غائر الطعنة
فى ثقب عميق صانع الفجوة 
جرح يريق و فاقد الهمسة
حزن عظيم من سائر المِحنة 
أمرى عجيب أفيق باللمسة 
لمس الحبيب بأصابع خمسة
فعل عجيب سارق اللحظة
يهون الجميع فى التو واللحظة 


أثقال 

أثقال تطرح أثقال
أثقال تزيد الأثقال

أثقال تكون أفعال
أفعال تهد الأفكار 
أفكار تطرحك وراء
أفكار تهديك شفاء

أثقال تحمل ماء
ماء يعيش نماء
نماء بحور نساء
نساء تروق عشاء

أثقال تطير سماء
سماء فى جيب فضاء
فضاء يذوب رجاء
رجاء فى يوم شقاء

أثقال تزيد جمال
جمال عزيز منال
منال مليئ سؤال
سؤال بريئ الحال

أثقال تزيد جفاء
جفاء نزيف عناء
عناء يدين الداء
داء عزيز الدواء

من غير سؤال 

أسير خطوة
فأرجع أميال
أسعد لحظة
وأحزن فى الحال
أعيش اللعبة
بأطول بال
تصيح الرغبة
فى كل الأحوال
إن حانت فجاءة
من غير سؤال
و عرفت القرعة
وسلمت الحال
أغيب بسرعة
بغير عيال
فطنت لحكمة
وعرفت المآل 
فتزيد الرهبة
من طريق زوال
ورضيت بقسمة
بغير سؤال
قد ولدت فى تسعة
ورحلت بغير زمان




سيبقى الزمان زمان

من سابق الزمان أسابق الزمان
فعشقتُ الإنسان فى ثغرات الزمان 
وما خلت أبداً يضيع  الزمان
وما عرفت  يوماً يحين الأوان
حين يلتقيان العمر والزمان  
يضيع حلم الانسان فى النسيان
والحب والاحلام يتلاشيان ينتهيان
والحفل الأخير والأحداث فى ختام  
فلن أعود أبداً للمكان بعد الأن
ولن يكون لزمانى وجوداً أو برهان
وستختفى المعانى وتختنق الأقلام  
فيا ليت دعاء الدعاة والرهبان 
يصالح الزمان يوقف الزمان 
عندما يستوى الغد والأمس والآن
أصافح صفحات العمر ومسارات الأحزان
وأسامح زلات الأحباب وعثرات الخلان
وأرى موجات من اللؤلؤ  والزبرجد والمرجان
فى نهايات الزمان ترقبان وللموعد تزدان   
فتصدح أصوات الآذان فى الآذان
ها جاء الموعد الآن فلا استئذان  
ويبقى الزمان زمان حتى يأتى يوماً بالطوفان 


بين الجبر والاختيار 

أقول باختصار
وبوضوح الليل و النهار
القول الفصل بين الجبر والاختيار
ولدت قدراً من غير يد فى القرار 
وجئت عمداً من عالم الغيب والأسرار
ولكنى وهبت عقلاً من الواهب الجبار
وسلمت أمراً لا يجوز منه  الفرار
فاخترت فصلاً فى حكمة واقتدار
واخترت فصلاً بغير واعز ولا اعتبار
وعرفت الله حقاً فى المِحنة والمرار 
وضرب لنا مثلاً وبين الحق كالنهارِ 
فها أنا مسير  بين الخير والدمار 
فصار القرار حقاً بين الجنة والنار 
فلا تلم الأقدار جهلاً فى ثنايا الحوار
فقد خيرت جبراً وما عليك سوى الخيار 


هل تعرفون 

أكون أنا أو لا أكون
هل تعرفون  أنا من أكون
فلست أنا من ترون وتسمعون 
فروحى أنا تعيش فى سكون
وقد جئت هنا فى سرير مكنون
يا رفاقى هل تدرون من أكون
أنا القلب الرقيق الحانى الحنون
أنا الحب بين أضلاعى يزداد الجنون
أنا الوعد الباقى والأزهار والفنون
أنا النهر الهادر والنار والأتون
أنا العاشق الراهب غفار الظنون
فلما لا أكون من أكون وانتم لا تعرفون 



هل أنت سعيد

لست سعيداً .... إذن ماذا تريد ... 
هل تريد أن تصبح انسان جديد
أم يا ترى تريد لحساباتك تعيد
وهل يا ترى من تجاربك تستفيد
أم تبحث عن المال وتكد للمزيد
لو عادت الدنيا لك بخيار فريد
 فلن تختار يا صديقى  بالرأى السديد
بل ستختار ما كنت عليه من جديد
فلما انت لست سعيد 


سأرحل

سأرحل يوماً مثلما أتيت 
سأرحل حتماً مهما أبيت 
سأعيش قدراً حيثما شئت
فأنا قد مت عندما كنت ولدت

قد عشت قدر ما عشت
ورأيت وأحببت وعشقت
وخسرت وبكيت وحزنت
فما يوماً ندمت أو شكوت

سأرحل قطعاً بلا خلان
سأرحل عفواً بلا أحزان
سأرحل يوماً من الأيام
سأرحل عبثاً من هذا الزمان 

سأرحل بلا هم ولا حقد ولا لوم
سأرحل الغد أو أو أرحل اليوم
فلا تبكى صديقى فقد حان النوم
و سأعرف طريقى فى زمرة القوم


متى يا ريح 

بالأمس سألت الريح 
ماذا أخذت من الإنسان يا ريح
و بماذا جئت من الجنان يا ريح
 فلما يا ريح لا تتيح ولا تزيح  
فأنا ما زلت أطيح جريح 
و فى الهوى أهوى طريح
فمتى يا ريح  بربك أستريح
فأنا أسير بقلب حزين ذبيح
فهل أعيش فى الهوى سديح
عشقت النساء والوجه الفتان المليح
و سئمت الجوى وسئمت الأحزان  والمديح
فمتى يا ريح  بربك أستريح



بغير ثمار

بحار تفور وأنهار من نار
فى عقلى تدور أسرار وأسرار
يوماً تثور وأيام تنهار
عقلى يدور بين جنة ونار
فأرضى بور وضاعت الأفكار 
ويوماً تذوب أحلام النهار
فأراه فى نور أو من وراء ستار 
قد كنت أزود عن حب سراب 
وما أردت مزيد من عناء حوار
أضللت الطريق ما عرفت جواب
فلماذا اجود بأبيات وأشعار 
بحب عجيب بغير ثمار



أنتى هو أنتى 

أنتى هو أنتى 
مها تدثرتى 
أو حتى خبئتى
ومهما حلفتى
فأنتى هو أنتى

فلا  تضيعى وقتى 
فكفانى وحسبى
ما عهدته منكِ
فلا تثريب عَلَيكِ 
فهكذا خلقتى
أنتى هو أنتى

أخيراً عرفتى
كم من حب ضيعتِ
فهل حقاً سعدتِ
بعد ما كان  وشهدتِ
فعبثاً تعثرتى 
ودوما ما زلتى  
أنتى هو أنتى 

والآن فد سقمتُ
من ريائكِ وزهدتُ
ومن نزقكِ قد مللتُ
وتركتكِ وذهبتُ
فعدينى قد متُ
فبعدك قد حييت
وأنتى ما زلتى هو أنتى

فات الوقت

وليت وتركت البيت
فتوليت واحتملت وما ترددت
وما أهتممت ومازلت
فقد عرفت وتيقنت 
أن لا فرق إن أتيت أو رحلت
فقد فات الوقت وسقط العهد
فلا تطرق باب هذا البيت
عساك اليوم فد فهمت
فبعمرى وألمى قد ربيت
هذا الابن وتلك البنت
وما شكوت أو بكيت
ولربى حمدت وشكرتذ
فقد أختار لى وما أخترت






وجوه

تخط الحياة على كل الوجوه
تحكى سماك من غير حروف
فحبك تاه أو ذو قلب عطوف
أو عشت بلاك فى زمن كئود
فإنى اراك فى كل الظروف
فقصة حياتك معالم تطوف

وجه بهيج بالحب يذوب
وجه حكيم يقول الألوف
وجه طريح من ضرب الكفوف
وجه صريح بالحق يبوح 
وجه جميل بقلب رؤوف
وجه رقيق بحبك شغوف
فقصة حياتك معالم تطوف


الحب

الحب يا عزيزى ضرب من الجنون
ليس بالعقل ولا بالقلب الحنون
الحب شطحات بلا منطق بلا قانون
الحب قصة حبلى بقصة قلب مفتون
فلا يهم من أكون أو من تكون
الحب سر من أسرار الحياة المكنون
الحب سحر إذا تنسم صار نار بلا أتون
الحب فى البداية و النهاية يكون أو لا يكون



نار بلا نار

ظلت وحيدة فريدة فى انتظار
طوال الليل وأثناء أطراف النهار
ما عاد فى الأمر شك أو فرار
إذا كان اليوم يوم حسم أو قرار
يوم معلوم سلفا من وراء ستار
يوما بلا استثناء ولا رجاء ولا اختيار
فتسقط القصة عمدا وتججب الأسرار
قصة تزيدك عجباً  كثيرة التكرار
قصة تريك بؤساً  وأيام من مرار
مريضة غريقة بئراً بغير قرار
غريبة وحيدة فى نار بلا نار
فى حكمة عجيبة للواحد الواهب الستار
معضلة عويصة عميقة وقد جفت الأفكار
وقد جفت الأفكار

أنا من غنى للحب والعشق والأحباب
أنا من ضيعه الحب وما تاب ولا أناب
أنا من ذهب فى طريق العشق بلا إياب
أنا من ذاب فى لهيب هجر  بلا لوم ولا عتاب
أنا من زار قبر حب وتعددت الأوهام والأسباب
أنا من مات لهفا على لهف ولا يوما أرتاب 
فى حب قلب دعوته مرات وما أراد أو أجاب
أنا من خسر مائة قلب وقلب وبئس الحساب
فعل تعرفون جنس سبب لعلى أظفر بالجواب 

No comments: