Sunday, August 30, 2015

خواطر انساينة - سمير لطفى على - الجزء العاشر

كيف أنسى

كيف أنسى من حبى ولو ساعةٍ
ولو كنتِ فى حق قلبى مقصرة
أحببتكِ من غير وعدٍ ولا موعدٍ
فلما كان الفراقُ صعبُ أغبرا
ما رأيت غيرك فى قلبى ساكناً
وأعتصرُ حزنى على ما فات وما جرى
وما كان لى أن أأتيك اليوم معاتباً
فملك القلب لا يباع ولا يشترى
أتيت إليك حيران ظمآن سائلاً
أكان حباً صادقاً أم كان عبث مبعثرا
أرى خيالك أمامى اليوم ماثلاً
وكل من حولى أشباح لا تُرى
أحلم بلقياك بعد اليوم راجياً
فهل بحظ لقياك أفوز يا ترى


الحق والباطل

ها قد جاء يوماً
وقد هُزِمَ الحق من الباطل
فقد ضاع الحق عمداً
بين الحابل وبين النابل
فإن كنت بلا حقٍ فرضاً
فحيلتك عفواً أن تماطل
وإن تماديت غياً
فيمكنك دوماً أن تواصل
وإذا ذهب الضمير عمداً
فكما قلت عفناً لا تراجع
فما عاد للصغير حقاً
وما عاد للكبير قولاً ولا سامع
فإن ضاعت الأخلاق جفواً
وكان الضمير عاطل
ذهبت أمم بعد أمم
لمصيرها الحزين العاثر
فإن خربت الذمم زمناً
ساد الظلم المهين الغاشم
فإن رجعت للحق فضلاً
فنصيرنا ديننا العاصم


أشباه الرجال

هل زادك البعد نوراً وجمال
هل عرفت للحب رداً للسؤال
أم هجرت الحب كفراً بالرجال
فكرهت الرجال عمداً أم احتمال
ما عرفتِ رجال حقاً بل أشباه الرجال
فالرجال تصون الحب دهراً ولا تبالى
فخصال الرجل شهماً ومن الغدر المحال
فإن رحل بلا سبب فما عرفتِ سوى رحال
وإن قال الرجل كذباً كان الجواب من نفس السؤال
يصوم الرجل دهراً وما بكى النفيس والغالى
ولو راح الحب يوماً ما اشتكى ولا ينهال
باللوم من هجر حباً قد صار من المحال
يقول فى الحق صدقاً والاخلاص فى الكلام
ويصون للحب عرضاً فلا ينكر ولا يتعال
فهل عرفتِ رجال حقاً أم أشباه الرجال

أريد أن أفرح

إذا أردت شيئا تقوله فأفصح
حبك كامن تعوله ولا تصرح
ها قد رأيت حباً يلوح فاشرح
ها قد التقينا يوماً طوله أبرح
بالله ألا تغادر أو تلوذ ولا تبرح
قبل أن أن تبوح بما أريد أن أسمع
أريد أن نسعد ليل بطوله ونسعد ونمرح
أريد أن أسمع الطبول أريد أن أفرح
أريد أن أسمع ما تقول وسوف أصرخ
ها قد وجدنا فى حقول السعد مطرح


أتكلمى

مش عايزة تتكلمى
وشايفك بتتألمى
من وجع السنين
أمتى تتعلمى
من حبك تشتكى
من غير الوجع والأنين
آه لو تعرفى
تحبى وتفرحى
وتنسى حب الغدارين
لو تشوفى مطرحى
مفيش حب مسرحى
لو كان حب العاشقين
أوعى عليكى يخيل
كلام حلو وجميل
ويكون عاملك كمين
ده الحب الجميل
كل واحد فيه يشيل
شنطة بودنين اتنين
أما الحب الخالص الأصيل
أوله كرم وأخره خير
و ود وحلاوة وحنين


مش عايزة فلسفة

الحب هو ونسة
الحب دردشة
الحب هو ضحكة
من القلب وفرفشة
الحب هو لعبة
جميلة ومدهشة
الحب هو جملة
تسمعها وما تتنسى
الحب هو رحلة
العمر من غير قسا
الحب هو فرصة
مش لعل وعسى
الحب هو رقصة
جميلة بلا شد وتنشنه
الحب هو نسمة
صيف فى أخر المسا
الحب هو عشرة
ندوب فى حضنها
الحب هو قعدة
بلقمة مغمسة
الحب هو غنوة
تعزفها ولو من غير عشا
الحب هو قصة
بسيطة مش عايزة فلسفة


لا عزاء للسيدات

سأشطب كلمات شعرى
فىا عادت تنفع الكلمات
كلمات تتعبنى وتمزق قلبى
سأغلق كافة الأبواب
على ما فات ومات فى قلبى
فما مات قد مات
و سأعلن اليوم وفاة حبى
فما بقى سوى الرفات
و سأتقبل عزائى فى فرحى
وأنعيه يوماً فى صفحات الوفيات
ولن أقيم وزناً لعذابى أو حزنى
ولا عزاء للسيدات
سأنشق عنك يا ذنبى
فقد حسبتكِ فى عداد الهفوات
لن أنظر بعد آليوم وراء ظهرى
سأرحل كما جئت فى ثبات
ولن أناقش لن أجادل فى قدرى
ولن أتداول الحب بالمصطلحات
سأستنشق ذكرياتى فى سرى
ولن أرفع صوتى بالآهات
لما رجعتِ تختالِ تغتالِ فكرى
فقد نسيت حبكِ من سنوات


أبو لهب

ها جائكم يا عرب أبولهب
فما زال فى الكفر لم يستتب
قاتل الأبرياء وكم من جرائم ارتكب
وكم من حياة أغتصب
وكم من أموال نهب
سابى النساء بلا سبب
فعاش دينه جنس وشبق
حارق معاذ بلا ملاذ
اللهم كما حرقه يحترق

شعرى الملتهب

لمن تشكى لمن تبكى كما كنتى تعودتِ
فتضعى رأسكِ على صدرى
وأهدهد فيكى وأسمعكِ وتحكى
فإذا نمتِ وجدتِ صدرى لك مهد
وإذا خرجتِ خرج قلبى من صدرى
فإذا رجعتِ عادت روحى إلى جسدى
فهل يوما سمعتى خفقات قلبى تنتفض
احببتكى وعشقتكى وما لبثتى عن حبى رحلتِ
فإذا عرفتِ حقاً قدر حبى ستقضى الدهر تنتحبِ
فها قد هجرتِ قلبى المهترء فخلدتك فى شعرى الملتهب


كان

كان هى حيرة الإنسان وأسفه على مر الزمان
كان هى لوحة فنان زاره الشوق وهزه الوجد والحنان
كان علها تنهيدة عجوز ظمآن لحب مفقود أو حنان
كان بها عشق رجل هان فضاع مع الآلام والأحزان
كان تكتب فى الحب ألحان وفى الشعر أوزان
كان تخرج عميق الاحزان تفجر البركان من النسيان
كان كاشفة الواقع من الأوهام مبعثرة أضغاث الاحلام
كان تهز كيان الآنسان تلتهم الوقت من الجوانب والأركان
كان تبحر بك بلا ربان وتغوص فى يم من الهم بلا رئتان
كان ما استطاع كائن من كان أن يغير ما كان
كان ألا ليت ما كانت كان ألا ليت ما كانت كان
فقد ذهبت وفات الأوان ولن تصبح الآن

أنا الإنسان

هل أنا مسحور أم ساحر
أم أنا مجنون أو نصف عاقل
أو قد أكون فى قصيدة لشاعر
قد أكون أو لا أكون فى حبى مقامر
قد أثور من النفور أو أعيش فى المقابر
أو أكون من النجوم أو عاشق مغامر
أو أذوب فى السكون أو مراهق مهاتر
أو أتوب من الذنوب أو أنصب المشانق
أو أجول فى الدروب بحثا عن كل غافل
أو شاعر بغيرى مهموم أو فاقد المشاعر
أو أنشر حولى السموم وأكره الخلائق
أو فقير المال معدوم أو ملك من الممالك
أنا الإنسان محكوم أعيش كلى تناقض


مرض العصر

الحب هو مرض من أمراض القلب
البدء هو عرض بحالات من الضعف
نحو فرد ما كنت تهواه فى الأصل
يتغلغل ويتسلل لو كنت بغير مصل
من حب قديم بجرح يسيل من غير نصل
وبعض حالات التهاب مصحوبة باكتئاب
أراها فى الشباب بلا عد بلا حصر
فترى مصاب بإرتياب من كل غياب
وآخر يهاب الذهاب لعتاب الأحباب
وما بالك من يطرق كل باب بغير رجاء
فالحب هو الداء والدواء لمن أراد الشفاء

لا أود أن أعرفك

أنا لا أود أعرفك
ولا أريد أفهمك
ففي قلبي سأحطمك
وفي خيالي سأمزقك
لا تصدق إني أسمعك
في حلمي أو كنت معك
أو طول عمري سأتبعك
ولو رأيتك سأحضنك
و أقبلك وأهدهدك
ولكني ... ولكني أعبدك
فأنت الملك وستظل الملك
تربعت عرش قلبي المحترق


مصير حبك

مصير حبك يا ولدى تكتبه السماء
قانون مدفون بين الحاء والباء
تحفظه وتعطره صباح مساء
قلوب عذارى وصدور النساء
فلا تسعى يوماً وراء حب هباء
فلا يشترى الحب بالمال ولا بالرجاء
فإن جاء .. جاء سهل بلا استجداء
جاء بلا جهد ولا سهد وبلا عناء
فإن وجدت الصفاء وعرفت الهناء
ستعشق الأشياء وستشدو فى الإرجاء
أنشودة قلب عادت له الحياة بعد فناء
تملئ الدنيا فرحة وبهجة وضياء
وإذا كان فخ أو وعد من الكذب والرياء
لحب مزيف حب ملون كالحرباء
فما كان حب صار سراب فى الهواء
فإن ذهب يوما يا صديقى فلا استياء
ولا ضعف ولا عزاء
فقد نفذت بنفسك من حياة عرجاء
وقل الحمد لله فى السراء والضراء
فقد قدر الله ولا معقب لما شاء

No comments: