Sunday, August 30, 2015

خواطر انسانية - سمير لطفى على - الجزء الخامس عشر

ما عاد يُسمعُ

رُحماكِ تصدقى وصدقى 
فذخيرتى من أشعارى تنضبُ 
و بقلبى الأسير إرحمى 
فمن لى سواك أهواه وأعشقُ 
أبحبى تنددى وتكذبى
وحبك كالنارِ فى قلبى يأكلُ
أعوامى ضاقت فعجلى
وصبرى على الآيام ينفذُ
أأراكِ  بثوب العُرسِ ترفلى
فقلبى من الوجدِ كاد ينطقُ
صار حبك درسى وأبجديتى
فمن دون النساء أحتار وأتعلمُ

قدمت كل ما فى جعبتى
ونسيت ماضٍ ما عدت أذكرُ 
سأقصف الأقلام وأهجر صحبتى
ما دام شعرى ما عاد يسمعُ
قد سال جرحى فطببى
صريع هواك يغتال و يوجعُ

حبنا سوياً 

أن نجلس ساعات سوياً
ونحكى ونقص سوياً
أن نأكل مرات سوياً
على عجل وفى الممرات هنياً مرياً 
أن نضحك من القلب سوياً
لهفواتنا الطفولية الجنونية 
أن نغضب ساعات سوياً
بغير عتاب ولا فرية  
أن نحلم بأمنيات سوياً
وأن نسعد بالأحلام سوياً
و أن نسمع الشعر و النغمات سوياً
فى المقاهى والكافيهات سوياً 
ونرتاد السينمات سوياً
فلا نرى سوى أنفسنا سوياً
ونقلب اللوحات  والرسومات سوياً
فتمتزج الأذواق والأرواح سوياً  
و أن نتسلل صباحاً وعشية  
بين مدن البلاد سوياً 
فما زال حبنا .... رباه ... سرياً 

مرسالى الأمين

تقولين فى القمر تسطعين
فتصبحين كما البدر المبين  
وبزخات المطر تمرحين
وفى الرزاز تركضين
ومن ماءه العذب ترتوين
وبحباته تتزينن وتلونين  
الشجر والأغصان والحنين 
وبالخريف تُرحبين وتسعدين
أيام عمرى والأوقات والسنين
وفى الأحلام والآمال تسكنين
فبأي نبضات شعرى تكذبين وترفضين
وقد صارت أبيات ذكرى للقاء أتذكرين  
و الآن علك تعلمين علم اليقين 
كانت أبيات شعرى هى مرسالى الأمين

الهنود العرب

ضاعت القضية الفلسطينية 
ومات العرب
ما عاد فى البلاد بقية
وخلص الغضب 
صارت الشعوب ضحية
فهنيئاً لمن خرب
قاتل الناس الهوية
والكل ينقلب
كان الربيع فرية
فلما كان التعب
مات الشباب الفتية   
فبئس من جلب
سبيت النساء الأبية
من غير دين ولا سبب
شتات العرب فى البرية 
وضاع الحسب وضاع النسب
سادت الافكار الغبية
وصارت تكال بالذهب
سالت الدماء الزكية
ومالك أن تعترض
سادت الاحقاد الدموية
وفضل الرقص و الطرب
كمثل الولايات الامريكية
قد صرنا  الهنود العرب

تاريخ العرب

تباً لمن كتب التاريخ
تباً لمن قراءه ومن لم يقراءه
تاريخ العرب فى مهب الريح
ومازال العربى مطرحه
زورنا كتب التاريخ
فكيف بالله نتعلمه
أكتب ما هو مريح
فما عاد أحد يفقهه 
زيناه  بالعربى الفصيح 
وتارة نرفضه وتارة نهمله
شطبنا دم الشهيد ودم الجريح
وأساطير الأولين ترتع
ضاع الحق منذ زمن بعيد

سبحان المنان

الرب فضل الانسان
عن الخلق والحيوان
صنيع الرحمن
فى أحسن بنيان
حلو البيان
بليغ اللسان 
بالحلم صار الفنان 
قاهر الآلام والأحزان
وبالعلم جاء البرهان
فسخر الأرض والأكوان
و عمر المكان
و عدل الكيان
وكسر الأوثان 
وطهر الآذان
من كل غث وهزيان
وزهق البطلان
ذو البريق الرنان  
فسبحان المنان
فى كل وقت وكل زمان

حديث الروح وحديث الجسد

حديث الروح وحديث الجسد
يثير جروح و طويل الأمد

فعشق الروح ينير الطريق يعيش الأبد
بالخير يفوح بغير حساب بغير عدد
والقلب يبوح  بحب الناس وحب الولد  
بالعفو يلوح فى الاحساس من غير عمد
فقدت الروح ضاع الاساس وضاع السند

والجسد يروح ويبقى الزبد
كثير الجموح فيضيع الجلد  
تعيش الطموح ويزيد الحسد 
تصير الأسير لصوت الجسد   
تعيس  جريح ولا من مجيب ولا من مدد

تدريب

دربوا أنفاسكم  على نفحات الحب
خلصوا  أحقادكم من غلالات الكره
إعزفوا أنغاماً على نغمات الحب 
وأنشدوا  ألحاناً بأهازيج العُرس 
وزينوا ألواناً على أديم الأرض 
وأنشروا ريحاناً ونسمات الورد
وإملؤوا شطئاناً بأريج الزهر
وإرجعوا زماناً لبسمات الطفل
واذكروا خلاناً نسيناهم  دهر
واشكروا عرفاناً لنعمات الرب

أنت بشر

فى النهاية أنت بشر
وفى البداية ما كنت البطل
فلا سيرت الريح ولا أنزلت المطر
ولا شفيت الجريح  ولا ارجعت البصر 
ولا كنت المسيح ولا المهدى المنتظر 
ولا العارف الفصيح ولا طيرت الحجر 
فكفاك لا تصيح فما غيرت القدر
فإن رأيت الوجه القبيح أفا لا تعتبر 
وإن  أردت الجنب المريح فعليك أن تعتدل  
ها هو القول الصريح فعلام تفتخر

سمير لطفى على

No comments: